الجمعة، 30 أغسطس 2024

كلمات قصيرة ( فاكهة المجالس )

  فاكهة المجالس


قال الله تعالى:- " وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ  " الحجرات ١٢ 


‏ اهتم الإسلام ببناء المجتمع من جهات مختلفة عديدة من خلال تشريعاته، وكيف تكون علاقة الفرد مع ربه، وعلاقته مع المجتمع، بما فيه من الفوائد الكثيرة التي تعود على الفرد والمجتمع، ودائماً يحث الإسلام على الترابط والتكاتف والوحدة والمودة… 


فمن هذا المنطلق بينت الآيات الكريمة والروايات الشريفة الأخلاق الحسنة التي يجب أن يتحلى بها المسلم وأن يتجنب الرذائل الخلقية، التي تدمر الفرد وتفكك المجتمع، فإذا تحلى كل فرد من المجتمع بحسن الأخلاق وامتثل لأوامر رب العالمين وتجنب نواهيه الواردة في القرآن الكريم والروايات الشريفة فسيكون هذا المجتمع مترابطاً متماسكاً ويتحقق بذلك الأمن الاجتماعي. 


فمن الآفات التي تدمر المجتمع وتهدد كيانه ووحدته الغيبة، ولتقبيح هذا الفعل فقد مثّل وصّور القرآن الكريم الغيبة بمثال يجسد بشاعته، لما فيه من مس كرامة الآخرين وسمعتهم وإفشاء سرهم، فلا بد للمؤمن أن يلتفت إلى كلامه ولا يغتب أحدًا لئلا يرتكب بذلك الكبائر. 


روي عن النبي الأعظم (ص):- "الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الآكلة في جوفه" (الكافي ، ج٢ ، باب الغيبة ، ح١) 


فهذا المرض الخطير الذي يهدم دين الفرد ويفكك المجتمع المعبر عنه اليوم بفاكهة المجالس، فلا بد للمؤمن أن يبتعد عنه وعن مجالسه ويحذر الآخرين من آفاته.

 ومفهوم الغيبة ذكر الآخر بما يكره من كشف عيبه، لعل منهم من يجهل مصاديق الغيبة ولعل الآخر يقدم بعض الأعذار الواهية لينال من كرامة الآخرين وسمعتهم التي صانها الله عز وجل  من خلال تعاليمه وبين آثار الغيبة ومفاسدها وآفاتها لما لها من إشاعة للفاحشة في المجتمع وتلويثه. 


وللغيبة بواعث ودواعٍ تدفع الإنسان إليها منها: الأنانية، الحقد، الحسد، وغيرها من الصفات القبيحة التي تجعلك تنال من الآخرين وينتج عنها تفكك المجتمع وتدميره، فالحذر الحذر. 


روي عن أبي عبد الله (ع):- " الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه " (الكافي ، ج٢ ، باب الغيبة ، ح٧) 


ولعلاج هذا المرض الخطير وتطهير النفس منه، لابد أن يقف الإنسان عند الباعث والداعي إلى ارتكاب هذا الفعل الشنيع من عداوة أو حسد أو حقد أو غيره. 


وبعد أن يعرف ما يبعثه إلى هذه المعصية الكبيرة يبدأ بتطهير قلبه من هذه الرذائل ويفكر في عواقبها في الدنيا والآخرة، ثم ينتقل إلى التوبة والاستغفار من هذه الذنوب العظيمة. 


وإذا التزم كل فرد منا بتعاليم الدين الحنيف سنجد مجتمعاً متماسكاً متجانساً متكاتفاً متحاباً. 


جعلنا الله وإياكم من الساعين إلى تطهير نفوسنا وقلوبنا  من المعاصي والذنوب بمحمد وآله الطيبين الطاهرين.



١٢ جمادى الآخرة ١٤٤٥ هـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلمات مقتبسة في فضل أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه )

  أَعوذُ باللهِ مِنَ الشّيطانِ الرّجيمِ بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ والصّلاةُ والسّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمُرسَلِينَ أبِي الزّهراءِ مُ...