الصداقة
قال الله تبارك وتعالى: " الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ".
للصداقة أثر كبير في حياة الإنسان؛ في سلوكه وفكره وثقافته، ولذا نجد أن الإسلام بين لنا أهمية الصديق وكيفية اختياره في روايات عديدة وردت عن أهل بيت العصمة -صلوات الله عليهم- فلابد للإنسان أن يقف على تلك الروايات ويتأملها ويتخذها ميزاناً عند اختيار من يصاحب ويصادق.
روي في الكافي عن أبي عبدالله -عليه السلام- قال: لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة؛ فأولها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثاني أن يرى زينك زينه وشينك شينه، والثالثة أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال، والرابعة أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات.
فالصداقة الحقيقية هي التي بُنيت على التقوى والورع والمحبة والمروءة بعيداً عن النفاق والخديعة والكذب.
فينبغي لنا أن نختار الصديق المؤمن الصالح الخلوق الذي يعيننا على الورع والتقوى ويقربنا إلى الله -جل وعلا- ويكون لنا ناصحاً أميناً صادقاً لا يقرّب البعيد ولا يبّعد القريب ولا يحسّن القبيح ويقبّح الحسن، ويكون السند والعون وقت الشدائد.
فهو السند لك وقت الصعاب، والمخلص لك في نصحه، والحذر كل الحذر من مصاحبة الفاجر؛ فإنه يزين لك القبيح وفعل الحرام، ويحب أن تكون مثله، فيبعدك عن الله -عز وجل- وأيضاً الحذر من الأحمق فلا خير في مشورته ولا يعينك في الشدة، والحذر من مصاحبة الكذاب؛ فإنه يبعدك عن الحقيقة ويبعد الناس من حولك وينقل كلامك وينقل كلام غيرك لك بالكذب والخديعة.
والصداقات يوم القيامة تنتهي إلا صداقات المتقين
ويقول الشاعر أبو الفتح البستي:
إذا اصطفيتَ امرأً فليكنْ
شريفَ النِّجار زكيَّ الحَسَبِ
فنذل الرجالِ كنذلِ النَّباتِ
فلا للثمارِ ولا للحطبِ
الثاني من صفر ١٤٤٥ هـ - ١٩ / ٥ / ٢٠٢٣م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق