الجمعة، 30 أغسطس 2024

كلمات قصيرة ( لَبِنَةُ المجتمع )

 لَبِنَةُ المجتمع


خلق الله عز وجل هذا الكون العظيم وجعل له نظاماً دقيقاً، وخلق الإنسان ليعمر في الأرض ويصلح، وأرسل له الرسل والأنبياء لكي يرشدوه إلى الصراط المستقيم، وشرع له أحكاماً ترشده إلى الصواب و السعادة والنجاح، وأعطاه العقل الذي به تميز عن العجماوات. 


إن الإسلام بين للإنسان من خلال تشريعاته كيف تكون علاقته مع ربه، و علاقته مع المجتمع، ودائماً يحث الإسلام على الترابط والتكاتف والمودة مع الآخرين. 


ومن الأُمور التي اهتم بها الإسلام هي الأسرة لما لها من آثار كبيرة على المجتمع من حيث المصالح و المفاسد، فقد ورد الحث على الزواج في روايات عديدة، منها قوله (ص): "شرار موتاكم العزاب"، و قوله (ص): "تناكحوا تناسلوا"، وعن أبي عبدالله عن آبائه (عليهم السلام)، عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: "ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"، إلى غيرها من الروايات التي تحث على الزواج. 


وأيضاً تطرقت الروايات إلى كيفية اختيار الزوجة وأهميتها لما لها من آثار على الأولاد الذين ستربيهم وتخرجهم لهذه الحياة، فاختيار الزوجة ليس بالشيء الهين، بل لابد أن تهتم به وتعرف من التي ستكون شريكة حياتك ومربية أولادك. 


وينبغي أن يتخير من النساء: البكر، الولود، العفيفة، الكريمة الأصل، ولا يقتصر على الجمال والثروة فربما حرمهما، فلابد للإنسان أن يحسن الاختيار لكي تكون عوناً له في بناء هذه الأسرة التي ستساهم في بناء المجتمع وتنميته وتقدمه وتطوره، فللزوجة دور كبير في صناعة المجتمع لأنها هي من تربيهم وتعلمهم، ومن خلال تصرفاتها يتعلم الأولاد أيضاً.


فأنت باختيارك سترسم مستقبلك ومستقبل أُسرتك، وتكون انعكاسات تربيتهم على المجتمع، فإذا أحسنت الاختيار تكون انعكاسات أفعالهم تعود بالإيجابية للمجتمع، وأما إذا أسأت الاختيار فتكون الإنعكاسات السلبية عليك وعلى أُسرتك والمجتمع الذي تعيش فيه، فاحرص على اختيار من تصونك وتحفظك ومن تعينك في الشدائد وترافقك في حياتك وتفرح بإنجازاتك، وتزرع الحب والنجاح في قلوب الأولاد، فأنت تزرع حتى تحصد في المستقبل وترى ثمار هذه الشجرة ...


وفقنا الله وإياكم وجعلنا من المساهمين في بناء الأسرة الكريمة التي تقود المجتمع إلى الفلاح و النجاح و التقدم.



الخامس من شوال ١٤٣٩ هـ

كلمات قصيرة ( الصداقة )

الصداقة

قال الله تبارك وتعالى: " الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ".


للصداقة أثر كبير في حياة الإنسان؛ في سلوكه وفكره وثقافته، ولذا نجد أن الإسلام بين لنا أهمية الصديق وكيفية اختياره في روايات عديدة وردت عن أهل بيت العصمة -صلوات الله عليهم- فلابد للإنسان أن يقف على تلك الروايات ويتأملها ويتخذها ميزاناً عند اختيار من يصاحب ويصادق. 

روي في الكافي عن أبي عبدالله -عليه السلام- قال: لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة؛ فأولها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثاني أن يرى زينك زينه وشينك شينه، والثالثة أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال، والرابعة أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات.

فالصداقة الحقيقية هي التي بُنيت على التقوى والورع والمحبة والمروءة بعيداً عن النفاق والخديعة والكذب. 

فينبغي لنا أن نختار الصديق المؤمن الصالح الخلوق الذي يعيننا على الورع والتقوى ويقربنا إلى الله -جل وعلا- ويكون لنا ناصحاً أميناً صادقاً لا يقرّب البعيد ولا يبّعد القريب ولا يحسّن القبيح ويقبّح الحسن، ويكون السند والعون وقت الشدائد. 

 فهو السند لك وقت الصعاب، والمخلص لك في نصحه، والحذر كل الحذر من مصاحبة الفاجر؛ فإنه يزين لك القبيح وفعل الحرام، ويحب أن تكون مثله، فيبعدك عن الله -عز وجل- وأيضاً الحذر من الأحمق فلا خير في مشورته ولا يعينك في الشدة، والحذر من مصاحبة الكذاب؛ فإنه يبعدك عن الحقيقة ويبعد الناس من حولك وينقل كلامك وينقل كلام غيرك لك بالكذب والخديعة.


والصداقات يوم القيامة تنتهي إلا صداقات المتقين


ويقول الشاعر أبو الفتح البستي: 


إذا اصطفيتَ امرأً فليكنْ  

                     شريفَ النِّجار زكيَّ الحَسَبِ 

فنذل الرجالِ كنذلِ النَّباتِ  

                        فلا للثمارِ ولا للحطبِ




الثاني من صفر ١٤٤٥ هـ -  ١٩ / ٥ / ٢٠٢٣م  

كلمات قصيرة ( فاكهة المجالس )

  فاكهة المجالس


قال الله تعالى:- " وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ  " الحجرات ١٢ 


‏ اهتم الإسلام ببناء المجتمع من جهات مختلفة عديدة من خلال تشريعاته، وكيف تكون علاقة الفرد مع ربه، وعلاقته مع المجتمع، بما فيه من الفوائد الكثيرة التي تعود على الفرد والمجتمع، ودائماً يحث الإسلام على الترابط والتكاتف والوحدة والمودة… 


فمن هذا المنطلق بينت الآيات الكريمة والروايات الشريفة الأخلاق الحسنة التي يجب أن يتحلى بها المسلم وأن يتجنب الرذائل الخلقية، التي تدمر الفرد وتفكك المجتمع، فإذا تحلى كل فرد من المجتمع بحسن الأخلاق وامتثل لأوامر رب العالمين وتجنب نواهيه الواردة في القرآن الكريم والروايات الشريفة فسيكون هذا المجتمع مترابطاً متماسكاً ويتحقق بذلك الأمن الاجتماعي. 


فمن الآفات التي تدمر المجتمع وتهدد كيانه ووحدته الغيبة، ولتقبيح هذا الفعل فقد مثّل وصّور القرآن الكريم الغيبة بمثال يجسد بشاعته، لما فيه من مس كرامة الآخرين وسمعتهم وإفشاء سرهم، فلا بد للمؤمن أن يلتفت إلى كلامه ولا يغتب أحدًا لئلا يرتكب بذلك الكبائر. 


روي عن النبي الأعظم (ص):- "الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الآكلة في جوفه" (الكافي ، ج٢ ، باب الغيبة ، ح١) 


فهذا المرض الخطير الذي يهدم دين الفرد ويفكك المجتمع المعبر عنه اليوم بفاكهة المجالس، فلا بد للمؤمن أن يبتعد عنه وعن مجالسه ويحذر الآخرين من آفاته.

 ومفهوم الغيبة ذكر الآخر بما يكره من كشف عيبه، لعل منهم من يجهل مصاديق الغيبة ولعل الآخر يقدم بعض الأعذار الواهية لينال من كرامة الآخرين وسمعتهم التي صانها الله عز وجل  من خلال تعاليمه وبين آثار الغيبة ومفاسدها وآفاتها لما لها من إشاعة للفاحشة في المجتمع وتلويثه. 


وللغيبة بواعث ودواعٍ تدفع الإنسان إليها منها: الأنانية، الحقد، الحسد، وغيرها من الصفات القبيحة التي تجعلك تنال من الآخرين وينتج عنها تفكك المجتمع وتدميره، فالحذر الحذر. 


روي عن أبي عبد الله (ع):- " الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه " (الكافي ، ج٢ ، باب الغيبة ، ح٧) 


ولعلاج هذا المرض الخطير وتطهير النفس منه، لابد أن يقف الإنسان عند الباعث والداعي إلى ارتكاب هذا الفعل الشنيع من عداوة أو حسد أو حقد أو غيره. 


وبعد أن يعرف ما يبعثه إلى هذه المعصية الكبيرة يبدأ بتطهير قلبه من هذه الرذائل ويفكر في عواقبها في الدنيا والآخرة، ثم ينتقل إلى التوبة والاستغفار من هذه الذنوب العظيمة. 


وإذا التزم كل فرد منا بتعاليم الدين الحنيف سنجد مجتمعاً متماسكاً متجانساً متكاتفاً متحاباً. 


جعلنا الله وإياكم من الساعين إلى تطهير نفوسنا وقلوبنا  من المعاصي والذنوب بمحمد وآله الطيبين الطاهرين.



١٢ جمادى الآخرة ١٤٤٥ هـ 

كلمات مقتبسة في فضل أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه )

  أَعوذُ باللهِ مِنَ الشّيطانِ الرّجيمِ بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ والصّلاةُ والسّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمُرسَلِينَ أبِي الزّهراءِ مُ...